- موضوعات علمية
- /
- ٠1موضوعات علمية من الخطب
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
إليكم ما قاله العلماء عن زيت الزيتون:
أيها الأخوة الكرام, قال تعالى في القرآن الكريم:
﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ﴾
وفي آية ثانية, يقول الله جل جلاله:
﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾
وقف العلماء عند هاتين الآيتين, أمام هذه الشجرة المباركة، شجرة الزيتون, وحيال زيتها, الذي يُعد المادة الدهنية الأولى في حياة الإنسان.
ظن بعض العلماء لعدم إطلاعهم أو تحققهم من خيرية هذه الشجرة, أن المواد التي تنتجها مواد ضارة، لكن القرآن الكريم وسنة النبي عليه الصلاة والسلام ذكر غير ذلك، يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:
((كلوا الزيت, وادهنوا به, فإنه من شجرة مباركة))
تؤكد البحوث العلمية الصحيحة التي ظهرت قبل سنوات: أن زيت هذه الشجرة وقود للإنسان بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى, ففي كل غرام من زيت الزيتون ثمان وحدات حرارية, تُعد طاقة مثلى للإنسان.
مَيَّز علماء التغذية بين الحوامض الدهنية المشبعة وغير المشبعة, هناك مواد دسمة مشبعة، هذه تبقى عالقةً في الدم, وربما تراكمت في جدران الشرايين, فسببت تضيقها, وسببت تصلبها، وسببت ضعف القلب, فالمواد الدهنية المشبعة ضارة بالإنسان، لكن المواد الدهنية غير المشبعة تتوازن حينما تلتهم بقية الأنواع الدهنية، وصف العلماء زيت الزيتون بأنه حوامض دهنية غير مشبعة، تفيد الجسم, وتمنع الترسبات الدهنية في جدران الشرايين الدموية، بعكس الحوامض الدهنية المشبعة الموجودة في أكثر الزيوت الحيوانية، وهذه الزيوت الحيوانية المشبعة تسبب تصلب الشرايين, وضعف القلب، لذلك ينصح الأطباء أن يتناول الإنسان ملعقةً من زيت الزيتون كل يوم يقي بها تصلب الشرايين, ويعالج بها تصلب الشرايين، وهذا الزيت يطلق البطن, ويسكن أوجاعه, ويخرج الدود، وأغلب الأدهان الحيوانية غير زيت الزيتون يزعج المعدة إلا زيت الزيتون، وهو مقوٍ للثة والأسنان, ملين للجلد، وهو من شجرة مباركة.
لكن الذي يعجب له الإنسان! أن الأطباء ولاسيما أطباء القلب بعد حين من الزمن اكتشفوا؛ أن زيت الزيتون مفيد جداً للشرايين, يلينها ويدفع عنها تصلبها، وأن زيت الزيتون حمض دهني غير مشبع, لا يترسب على جدر الأمعاء, ولا يسبب تضيقاً في الشرايين, ولا تصلباً لها، هذا معنى قول الله عز وجل:
﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ﴾
وفي آية ثانية:
﴿يُوقد منْ شَجَرةٍ مباركةٍ زيتونةٍ لا شرقيةٍ ولا غربيةٍ﴾
وفي آية ثالثة:
﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾
وفي حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم:
((كلوا الزيت, وادهنوا به))
فكلما تقدم العلم اقترب مما في القرآن والسنة، وكلما ابتعد عن القرآن والسنة, فهذا دليل تخلفه, ودليل نقصه, وانحرافه عن الحقيقة التي جاء بها القرآن.